الألم – ما بين الاستسلام والسلام في ترويض الألام

20 فبراير، 2010

9 تعليق

سلام الله عليكم ورحمته وبركاته،
من الطبيعي أن كل الناس يتألمون في لحظة من لحظات حياتهم . ومن الناس من يسكنهم الألم للحظات ومن الناس من يسكنهم
الألم أبدا , ومنهم من يرى حياته كلها ألما وعذابات، ومنهم من سكن للألم ومن سكن الألم فيه.
موضوعي كبير وعميق ولا يمكن تلخيصه في تدوينه لكني سأحاول أن أقدم ما أرمي أليه في تلك التدوينه. فمنذ يومين قرائي وأصدقائي الأعزاء أفقت من نومي في الثالثة عشره صباحاً من سريري على ألام فظيعة بالاسنان ويصاحبها ألام الصداع الفتاك.
ولم أستطع أن أنام حتى الخامسة صباحاً بعد أن جربت القرنفل ولم يفلح في تسكين تلك الألام وبعده ألتقط مسكنناً للألام رأيته في صيدلية الحمام أسمه “سيتافين” وهو ما سكن تلك الألام وجعلني أنام ولكن استقيظت في السابعه والنصف لأذهب للعمل. ودون الاستفاضة أكثر في تفاصيل ذلك اليوم فقد عودتني الأيام أحتمال الألام
وكما أوضحت بالعنوان أنه عند الألم هناك رد فعل من إثنين إما الإستسلام وهو من شيمة الضعفاء أو السلام وهو دالة الأقوياء
فالأستسلام هو اليأس والخنوع للمرض والألام مع أول وخزة والإنهيار مع أول هجماته فيعلن الإنهزام بمجرد رؤية العدو.
أما السلام فهو تقبل الأمر والصبر وتحمل الألام وهو ترويض للألام

والألام تتنوع بتنوع المسبب …  وهناك ألام لا يسببها مرض جسدي ولكن يسببها عرض أو إيذاء مشاعر وصعب علاجها وهناك ألام جسديه ولها علاجها وبالطبع هناك من هو يتألم أكثر مني فما ألمي إلا وجع سنان.
وليس الألم كله شرا بل قد يكون الخير في الألم , إذ به يعود الغارب عن الصواب , ويؤوب به الغائب عن اللُغَاب , فكم من غافل ذكّره الألمُ فذكر , وكم من طاغ علمه الألمُ الأدب .
ومن حكمة الله سبحانه أن يكون من الألم عدلا , وحكمة , وصلاحا للدنيا , وتسييرا لنواميس الكون الرحيبة , فالشر ليس إليه سبحانه , إذ ينظر الكثيرون للألم كشر محض , ولكنه سبحانه قدّر أن يكفر بالألم عن ذنوب المذنبين , ويرفع به درجات الآيبين , فلكأنما لسان حال المتألم العالم ببواطن الحقيقة أن يقول : هلم إلي أيها الألم الصديق !

يقول النبي صلى الله عليه وسلم ” ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولاهم ولاحزن ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه ” أخرجه مسلم

فالألم إذن خير ،ومما يقتل الألم قلة الشكوى , والعاقل الحكيم لايشكو إلا للقادر العليم , ومن يقدر على ذلك إلا الله وحده؟ فيفعل مثلما فعل ابن سيرين ينصح ولده فيقول له يا بني لا تشكو للناس شيئا فوالله لقد ذهبت إحدى عيني منذ عشرين عاما ولم يعلم بها أحدا أبدا إلا أنت الآن لأعلّمك !
إنها مناجاة تحصل بين صاحب الألم وربه سبحانه , يشكو له فيها مما يجد , ويبث له ما يشعر , حيث الرحمة الغامرة , والسكينة العامرة , والثواب الجزيل .

فلا تجعل الألم يتغلب عليك ويهزمك بل قاوم وأنتصر عليه.

نُشرت بواسطة

أحمد فارس

مصمم واجهات مواقع انترنت وتطبيقات موبايل وكذلك متمرس في تطوير مواقع الانترنت، اهتم واتعلم تجربة المستخدم،مسلم مصري مهتم بالاعمال والانشطة التطوعية،مؤمن بالريادة كاسلوب حياة بترك واحداث الأثر والعيش بالتحديات المخلوطة بالشغف، لذلك اسست المجرة كأول مساحة عمل مشتركة بالشرقية، ومؤسس مشارك بمبادرة مواعيد ، وايضاً محاضر في تصميم/تطوير الويب وكاتب بعدد من المواقع التقنية.